19-أبريل-2024

بعد مرور أكثر من شهر على إعلان السفير الصيني في بيروت وانغ كيجيان، أنّ بلاده ستقدم 50 ألف جرعة من لقاح “سينوفارم” هبة إلى لبنان، افتتح قائد الجيش العماد جوزاف عون حملة التلقيح في المؤسسة العسكرية التي انطلقت صباحاً في 21 مركزاً صحياً عسكرياً على كافة الاراضي اللبنانية. وفي ظل الحديث عن تدني فعالية “سينوفارم” من جهة، وحاجة بعض الملقحين به إلى جرعة ثالثة من جهة ثانية، تُطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الفئة المعنية بهذا اللقاح أي الجيش والصحافيين ستقدم على أخذه، إذ أظهر تقرير “التفتيش المركزي” حول حملة اللقاح أنّ عدداً كبيراً من المسجليْن لتلقي لقاح “أسترازينيكا” تخلّف عن الحضور إلى الموعد المخصص لأخذ الجرعة الأولى؛ ربطت بعد التقارير بين اللقاح وبين الإصابة بجلطات دموية نادرة.

الحديث عن فعالية اللقاح- وإن كانت لا تمثل العنصر الأهم طبياً- هو نفسه في لبنان وغيره من دول العالم. وإذا كان البعض يفضّل انتظار وصول لقاح آخر باعتباره “أكثر أماناً”، يهدّد عنصر “الفعالية” جهود الصين الرامية إلى تعزيز نفوذها عبر اللقاحات بعد الكمامات. ففي تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تساءل المحلل جيمس بالمر عن فرص نجاح “ديبلوماسية اللقاح” الصينية، مشيراً إلى أنّ المخاوف من فعالية اللقاحيْن الصينييْن “سينوفاك” و”سينوفارم” لطخت سمعتهما، “حتى في أوساط حلفاء بكين”.

ويقول بالمر إنّ الصين سلكت مساراً معاكساً للولايات المتحدة الأميركية مبدّيةً تصدير اللقاحات على توزيعها محلياً، قائلاً إنّ برنامج المساعدات الصيني هذا يهدف إلى إصلاح الأضرار التي لحقت بسمعة بكين نتيجة لجائحة فيروس كورونا وإلى تعزيز صورتها كمانحة وحليفة كريمة.

 

ويوضح بالمر أنّ الصين صدّرت ما يزيد عن 11 مليون جرعة لقاح، مستدركاً بأنّ ثمة مشكلة واحدة فحسب: “لا يوحي اللقاحان الصينيان “سينوفاك” و”سينوفارم” بالثقة”. وفي حين يدعو الأطباء إلى أخذ اللقاح المتوفر بصرف النظر عن الشركة المنتجة، وعلى الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية أنّ اللقاحات الصينية آمنة، يلفت بالمر إلى أنّ مدى فعالية اللقاحات الصينية “ما زالت غير واضحة”، مشيراً إلى أنّ شركة منتجة لم تنشر أحدث بيانات مرحلة التجارب المتأخرة. وفي هذا الصدد، يذكر بالمر بأنّ البرازيل تحدّثت عن توفير “سينوفاك” فعالية بنسبة 50.4%، في حين تظهر تجارب أخرى أنّه يؤمن فعالية تصل إلى 80%. يوفر لقاح “فايزر\ بيونتيك” (أميركي-ألماني) ولقاح “موديرنا” (أميركي) فعالية تتعدى الـ90%.

 

وبحسب ما يقول بالمر، تتسبب هذه النتائج بمشاكل في توزيع اللقاحات الصينية، لا سيما في البلدان التي تربطها علاقات وثيقة ببكين، فيرفض بعض الأطباء في قيرغيزستان جرعات “سينوفارم” ويفضلون عليه اللقاح الروسي، بحسب ما يقول. ويتابع بالمر موضحاً أنّ نسبة 39% فحسب من سكان هونغ كونغ يقولون إنّهم سيأخذون اللقاح، مضيفاً أنّ بعض البلدان التي تستخدم اللقاحات الصينية، بما فيها الإمارات وتشيلي، تسجل ارتفاعاً أو استقراراً بإصابات كورونا، على الرغم من أنّ معدلات التطعيم مرتفعة نسبياً فيها. في المقابل، يوضح بالمر أنّ الإحصاءات تشير إلى أنّ معدلات الوفاة انخفضت، معتبراً أنّ هذه الأرقام تدل إلى أنّ اللقاحات الصينية قادرة على تخفيف المخاطر، “وإن كانت عاجزة عن وقف نقل العدوى مثل اللقاحات الغربية”، بحسب ما يكتب. 

 

وبناء عليه، يخلص بالمر إلى ما يلي: “إذا ظلّت اللقاحات الصينية مستقرة عند هذا المستوى من الفعالية، عندها يُرجح أن تبقى إجراءات الإقفال الصينية الشديدة الصرامة والفعالة للغاية قائمة لبعض الوقت”. 

لبنان 24